وطن ليس ككل الأوطان ، وطن طال الشوق إليه ، وما يزال الشوق مشتعلاً .... أضناني البعد و الحنين إليه .
ارضه تاريخ عميق سجل حافل وارث خالد .. ترابه مقدس و سماؤه تتلألأ بها النجوم كحبات اللؤلؤ ...
في اعماقه حب كبير و شوق دفين تتكسر أمواجه على شواطئ المرجان .. تتعانق زرقة السماء ، زرقة الماء ،
لتنصهر في لوحة فنية رائعة الجمال ....
سهوله الخضراء الممتدة تمتلئ أمل المستقبل ... أشجار الزيتون تعبق برائحة التاريخ العتيق .. و بيارات
البرتقال تفوح بالروائح الزكية تنادي المزارعين و الفلاحين ..
حجارته تنادي سأكون من سجيل ، أسواره ستصرخ الهمم ، بئر العصافير ، و بئر أبواب المنتصرين و الثائرين ،
شوارعه الضيقة القديمة تحكي رحلة السنين و تعبق برائحة الفل و الياسمين ، و قد تعالت أصوات البائعين ..
و لكنه وطن ليس كسائر الأوطان حبه أسير محاط بالأغلال و القيود ، ضحكة مكتومة ، فرحة ممنوعة أحلامها
مصادرة حدوده أسلاك طريقه أشواك ، ترابه روى بالدماء ، دربها آلام و عذاب و آهات ، سماؤه تنزف الدموع
ورياحه تعصف غضبا .